يعتبر الكتاب المقدس أنّ الهلال (أو ما يدعى "القمر الجديد") كان أول قمر يمكن رؤيته في الجهة الغربية من السماء بعد غروب الشمس، وهذا ما يجعل من اليوم التالي يوم رأس الشهر. يمكن رؤية هذا الهلال عادةً من 20 إلى 45 دقيقة بعد الغروب. يجب، في هذه الحالة، أن يتوهّج نورالشمس بما فيه الكفاية لتظهر النجوم بوضوح. إنّ طرفي الهلال (أي رأساه على الجانبين) يشيران، في هذه الحالة، إلى المنحى الذي تكون الشمس قد اتخذته في نزولها (غروبها).
كل الشهور القمرية تتكون من 29 أو 30 يوماً. في حال تعذّرت رؤية الهلال يمكن التأكّد من وقت حدوث التزامن (وضع فلكي خاص يحتجب فيه القمر عن الرؤية من على سطح الأرض بسبب وقوع الأرض والقمر والشمس، بهذا الترتيب، على مسار واحد تقريباً، ويُدعى القمر عندئذ بالقمر الأسود) ثمّ إضافة حوالي 18 إلى 24 ساعة لمعرفة توقيت أول مشاهدة ممكنة للهلال.
عندما يحدث التزامن في آخر يوم استعداد (اليوم السادس من الأسبوع) من الشهر السابق، في هذه الحالة يكون عدد أيام الشهر 29 يوماً ويكون اليوم الذي يأتي بعد آخر سبت هو يوم رأس الشهر. أمّا إذا حدث التزامن في آخر سبت من الشهر، سيكون هناك يوم انتقالي يجعل من الشهر 30 يوماً. وفي هذه الحالة يأتي رأس الشهر بعد اليوم الانتقالي.
في حال تمّت مراقبة الهلال لمدة دقيقة واحدة أو أقل قبل حلول الظلام الدامس ثم اختفى الهلال، يُحسب هذا الهلال حديثاً جدا ً بحيث لا يُعتبر قمراً جديداً (أي لا يعتبر علامة لبدء شهر جديد). عندما يحصل ذلك بين الحين والآخر، يتمّ تأجيل مراقبة القمر إلى الليلة التالية.
إنّ الكتابات المكتشفة على الألواح الطينية شواهد القبور في بابل كلها تفيد بأنّ تلك الحضارات القديمة اعتبرت أنّ الشهور كانت تبدأ مع أول هلال مرئي. كما أنّ كلمة شهر باللغة الإنكليزية تأتي من الكلمة العبرية كوديش التي تعني رأس الشهر (القمر الذي يحدد رأس الشهر). وهذه الكلمة أيضاً ترتبط بالتجديد. فإضافة كلمة "جديد" إلى القمر تعني "أول ما يُرى بوضوح" وكأنّ القمر يضيء من جديد أو يُخلق من جديد. ولكي يتجدّد القمر أو يُرى من جديد، يجب أن يكون هناك شيء في مكان ما لكي يُرى.
وعلى جدر هيكل اليهود في القديم كان المكان الذي سيظهر فيه القمر يوسم بعلامة مميزة، كما كان يُرسم الشكل الذي سيأخذه القمر في كل من أطوار دورته. والكتاب المقدس يوضّح وظيفة القمر في تكوين 1: 14 وفي مزمور 104: 19